شركات السيارات تتخذ خطوات مختلفة ردًا على فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات المستوردة
بدأت شركات السيارات المحلية والعالمية اتخاذ خطوات متباينة كرد فعل مباشر على قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد دخوله حيز التنفيذ في إبريل 2025.
وتشمل هذه الرسوم السيارات المستوردة بالكامل، في حين تم تأجيل تطبيقها على مكونات السيارات مثل المحركات وناقلات الحركة حتى 5 مايو المقبل.
أحدث هذا القرار المفاجئ والمتوسع ارتباكًا في سوق السيارات الأمريكي، وأجبر العديد من الشركات على إعادة تقييم استراتيجيات التسعير، وسلاسل التوريد، وخطط الإنتاج والتوزيع. وفيما يلي أبرز ردود الأفعال من شركات السيارات حتى تاريخ 14 إبريل 2025:
أودي:
قررت أودي تعليق جميع عمليات تصدير السيارات إلى السوق الأمريكية اعتبارًا من 2 إبريل 2025. وأوقفت الشركة إدخال أي شحنات جديدة، بينما قامت بتخزين الشحنات في الموانئ لحين تلقي مزيد من التوضيحات بشأن الإجراءات الجمركية. كما قامت بتحديد المركبات التي لا تشملها الرسوم تحت عبارة “No Added Import Fee” مع رمز الخيار بقيمة 0 دولار على الفواتير.
بي إم دبليو:
أعلنت BMW أنها ستتحمل مؤقتًا تكاليف الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة من مصنعها في سان لويس بوتوسي بالمكسيك، مثل الفئة الثالثة والفئة الثانية كوبيه وطراز M2، وذلك حتى 1 مايو 2025. وبعد هذه الفترة، يُتوقع أن تتم مراجعة الأسعار أو اتخاذ قرارات جديدة بشأن الإنتاج.
فورد:
أطلقت فورد حملة تسويقية تحت عنوان “From America, for America”، تتضمن خصومات كبيرة تعادل خصومات الموظفين لجميع العملاء حتى 2 يونيو 2025. تهدف هذه الحملة إلى الحد من تأثير الرسوم الجمركية على المبيعات، وتشمل معظم طرازات فورد ولينكون، باستثناء بعض الطرازات المصنعة في الولايات المتحدة.
جنرال موتورز (GM):
على الرغم من عدم إعلان GM عن تغييرات في الأسعار، فقد بدأت الشركة في زيادة وتيرة الإنتاج المحلي لطرازات سيلفرادو وسييرا في مصنعها بولاية إنديانا. كما أصدرت جمعيتها التجارية (AAPC) بيانًا يدعم الرؤية الوطنية لزيادة الإنتاج المحلي مع التأكيد على ضرورة إدارة الرسوم بطريقة لا تُثقل كاهل المستهلك الأمريكي.
فيات كرايسلر (ستيلانتس):
أوقفت فيات كرايسلر مؤقتًا إنتاج طرازات باسيفيكا وفوييجر في مصنعها في وندسور-كندا لمدة أسبوعين. كما قدمت الشركة خصومات موظفين على بعض طرازات دودج في حملة ترويجية محدودة حتى نهاية إبريل 2025.
هيونداي وجينيسيس:
قررت هيونداي وجينيسيس تثبيت أسعار سياراتهما لمدة شهرين على الأقل، دون رفع الأسعار بالرغم من فرض الرسوم. وأطلقت الشركتان برامج “ضمان العملاء” و”Genesis Cares” لتعزيز ثقة العملاء في السوق. ومع ذلك، قررت هيونداي إلغاء برامج الصيانة المجانية لطرازات 2026 وما بعدها كإجراء للتوازن المالي.
هوندا:
لم تعلن هوندا عن تغييرات مباشرة حتى الآن، ولكنها عبرت عبر جمعياتها الصناعية عن قلقها من تأثير هذه الرسوم على سلاسل التوريد التي استغرقت سنوات لبنائها. وذكرت أنها تجد صعوبة في تعديلها بشكل سريع، داعية إلى حلول متوازنة تضمن الوظائف الأمريكية وتحافظ على الأسعار في متناول المستهلكين.
مستقبل غامض ومستمر في المراقبة
تُظهر هذه الردود التفاوت الكبير بين الشركات في التعامل مع هذه الرسوم؛ فبينما امتصت بعض الشركات التكاليف مؤقتًا، قررت أخرى تحميلها على المستهلك مباشرة. ومع استمرار تأثير هذه السياسات، يترقب القطاع بشكل عام تأثير الرسوم على المبيعات وتوجهات المستهلكين، وكذلك على العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والدول المصدرة للسيارات.